رحلة للسعادة

وقع أقدام صداه راسخ في مسامع القلب،،،
خطوات رأيتها تطوى لتترك أثرا ما اسطاعت الريح لتمحوه سبيلا ,,
لثبات هذه الوقعات  في اصل الروح ،، ونمو فروعها في السماء ،، طمعا لما بين يدي الله من خيرات وطمعا لرضاه
لا تزال الريح تعصف بقوة تحاول  ان تمحو الأثار حتى لا نتبعها قصصا ، فنصل إلى  الطريق الذي رسمته لنا
وفي جو السماء نسور قرعاء وغربان رقطاء نعيقها يخطف الأسماع  ، وضباع تهمش بنظراتها الجائعة كل من خارت عزيمته أو ضعفت بصيرته أو قل توازنه ،هي  بانتظار ان نحيد عن الدرب لتجد جيفة شبه ميته فتقتات منها  ،
صرير ريح عاصفة ،أنياب قاتلة ، مخالب حادة ، أفواه  متعطشة ، ونيران تنتظر حطبها لتلتهم المزيد من الأجساد البشرية التي تشتهي منها  ريح السموم بعد ان تنهشه الوحوش ،،،
لم تبرح الريح تحاول محو الآثار ولكن عبثا ، فقد بدت الخطى لتقتصها وتسير بقدر ما تستطيع قدوة  بصاحب الآثار،، لتعلن الريح والوحوش والطيور الكاسرة غضبها وتطلب المؤازرة لتقضي على من يسير على هذا الطريق ، جيش جرار جديد ، استبدل الميمنة والميسرة والقلب والمؤخرة ، الريح أقدمت إعصارا ، والكواسر الطائرة زادت خفافيش و أشباح طائرة ، والضباع آزرتها الأفاعي السامة والذئاب الجياع ،،
اشتدت المعركة وحمي وطيسها ، ولم ولن تمحي آثار الأقدام ولا وقع صداها في الروح والقلب والفكر ، ولن تثني العزم جموع الوحوش ولا الأعاصير بإذن الله ،،
ولكن هناك رجفة تسري في ذلك الجسد الهزيل ، بدأت الرؤية يخفت وضوحها ، ولم تعد الأقدام قادرة على الصمود ، فقوة الإعصار ، و نظرات الوحوش الجائعة أخذت تقطم من شدة جوعها هذا الجسد المسكين ،،
ما هذا !! يا الهي انه يتأرجح من قوة العصف به ، كلا بدأ يهوي ، يهوي إلى الأرض سقوطا ،ها هي ذي قدمه تزل عن الطريق ، فرصة ذهبة تلوح في ناظري الكواسر الطائرة لتهوي على الجسد الضعيف لتبرحه نقر وخدشا بمخالبها ذات السم القاتل ، والضباع والأفاعي تستعد لتحتضن وليمتها ،والنار يشتد سعيرها شوقا لالتهامها ،،
ها هو ذا يجثو على ركبتيه ، وتجذبه من كل الجهات أسحار الوحوش الزائفة التي تزينها  له ، ها هي ذي الأفعى تخيل  له من سحرها  أنها نخلة باسقة ليقف في آخر  استقامتها بعض الغربات مدلية مناقرها لظهر له عن بعد أنها ثمار دانية ، وها هي ذي الذئاب تفترش ذاتها لتتشكل على شكل أريكة فراشها وثير وناعم ،، كل منهم كان يقوم بمهمته على اكمل وجه طمعا في ان يصدق  به ابليس ظنه.
وكان الشيطان يقودهم بصمت وضحكة صفراء فاقة تسر الناظرين في مثل هذه الرؤية الضبابية غير الواضحة.
و. يبدأ صديقنا بالزحف خارج الطريق المستقيم ، ليضع أول يد له وهو يحبو حبوا كالأطفال خارج الدرب القويم ،وهنا  يشتد خفقان القلوب جميعها ، خيرها وشرها ، والراس المدبر لهلاك صديقنا ينظر بنشوة بانتظار ان تتخطف الطير جسد صديقنا إلى نار حامية .
ولكن .........
...................
...................
...................
قلب صديقنا يخفق بشدة ، صوت يتعالى  ويتعالى ، يرتفع  بقوة حنونة ، ويقول : اثبت ، اثبت يا ابن آدم واتبع خطى من اهتدى ، ينظر صديقنا مجددا إلى أفق الدرب ، ليشع نور يبدد الظلمات ويمحو الرجفات ، نور اعمي الوحوش الكاسرة وزعيمها الشيطان الرجيم
ها هو شعاع يخرج ليلتف حول صديقنا الذي لا يزال في وضعية الحبو ليهمس في أذنيه ، استيقظ واخلص نيتك لله ، فيرفع الرأس  ويمعن  النظر اكثر فأكثر ، لينطلق شعاع من نور آخر بعد رجفة شديدة سرت في الجسد لتخبره ، أي عبد الله ألا اطمئن فلا خوف على العائدين التائبين ، حتى يستوي  صديقنا جالسا ولكن لا يزال غير قادرا على المسير ، فينطلق شعاع آخر يمسك بيديه ويخبره هيا فليكن طموحك هناك حيث الأفق حيث جنة الخلد ، وهنا يقف صاحبنا على قدميه محتارا ما الذي عليه فعله ، فتهب عليه ثلاث أشعة من نور لتخبره ببعض الأسرار التي تعينه المسير على خطى الحبيب أولاهم ابذل الحب فبدونه لن تصل إلى خالقك الذي تحب ، وترفرف الثانية على كتفيه وتهبط برفق على احدهما لتهمس هي الأخرى ان أعطي لكل محتاج وضعيف ومسكين مما انعم الله به عليك ، وتأتي الثالثة وتتمثل على هيئة إنسان لتمسكه من كتفيه وتجبده قائلا تذكر  انك إنسان .
ويتوجه النظر بشوق كبير إلى الأفق ولكن يخالطه بعض القلق والخوف ، مهلا  ما هذا القادم ؟؟ ، كرة من نور قادمة بالوان من طيف النور السعيد لتهدئ من روع صاحبنا اكثر  واكثر ، أنها مجموعة أخرى تنشد له  كفرقة غناء لا تقلق واحسن ظنك بالله ،ولا تغضب فمن أراد رفق الله فعليه بمثله  على خلق الله ،واحذر ان تكره من خالفك فذلك لا يذهب الود ،ومع ذلك حاذر ثم حاذر ثم حاذر من ان تخطئ فتهين  نفسك .
ها هي القدم تتحرك لتخطو الخطوة الأولى بثبات على درب الحبيب ، إلا ان الوحوش الكاسرة هاجت والريح عصفت تحاول التبديد للنور ،ولكن هناك قلب طائر ابيض كبير قادم ينادي صديقنا : لا تكترث وارضَ بما كتب الله لك ولا تحقدن أو يكن في قلبك غل على من حولك وأعفو حتى  يعفو الله عنك أي عبد الله .
ضعف لا يزال في صديقنا فلم يستطع ان يخطو المزيد ولكن فلنتمهل ، انظروا معي ها هو فارس على جواد ابيض حامل شعلة من نور أخرى ليدور حول صاحبنا ويخبره ، أي عبد الله فلتكن صلبا حديدي الإرادة ولتستعينن بالصبر ، واحذر ان تحيد عن طريقك المستقيم هذا ابدآ ,
يمشي صاحبنا  قدما لكن صوتا من خلفه يناديه ، أي عبد الله ونحن ....؟
، لقد كان من يناديه أبواه وزوجه وأولاده وصحبه ومن سانده يوما  ما  ، نكس صديقنا راسه أسفا على ما فات بينهم ولكن لم تكمل أشعة النور بعد لتنطلق فراشات من نور ترفرف حول صاحبنا وأهله وناسه ، أحداهم تتبسم ضاحكة وتعطي لهم مصباح من نور وتقول  لهم هذا مصباح يجمعكم في دفئ وحب و وداد ، والأخرى تخبر صاحبنا اختر صاحبك ذو الأخلاق ، واخيرتهم تفرد أجنحتها  تعرض فيها أسماء من كان له يد في عون صاحبنا وتخبره هيا طل عليهم مد يديك لتشكرهم فيتبسم صديقنا  ليشكر الفراشات بحب .
ها هو ذا يمشي على الدرب مجددا بقوة وفرحة إلا ان ذنب هفوته لم يزل يؤلمه ، لتأتيه سجادة حريرية من  نور ويصلي عليها طفل صغير فيساله صاحبنا هل أنت  سعيد ليقول الطفل نعم اني سعيد فالصلاة عماد  الدين وهي حبلي الذي يصلني برب العالمين، يحسن صاحبنا وضوءً ويقف يصلي لرب الدين ، وأثناء سجوده تأتيه خاطرة من نور يدعوا بدوام السرور فيعكف عليها عبد الله ليدعو بإلحاح ويقين ، يفرغ صاحبنا من وصله بربه ،ليرتاح في وسط الطريق لتطير عصافير حوله وتنمو زهرات و ورود ويغني الكون باسم الله ، يبقى صاحبنا يتأمل خلق الله ولسانه يصدح بالتسبيح ، فيقوم ليكمل دربه ويسلم على كل من يلقاه في الطريق ..
لا زال صديقنا يتعهد كل شعاع من ومضات النور التي جاءته ، يخلص ويطمئن نفسه ،يطمح للجنة دوما ،يبذل حبا في دربه ويرحم من ضعفت قوته ، يبقى إنسانا حقا، لا يقلق ، لا يغضب ، ويود من خالف رأيه ، لا يرضى الذل  لشخصه ،يرضى بعطاء ربه ،يعفو عن كل الدنيا ، يسر وسموح قلبه ، وأرادته عزم حديد والصبر رفيق لدربه ، يمشي بسواء مستقيم لا تُحيد الملذات خطواته ، أهله حوله  والصحب ، ويشكر من عانه في أمره ، يدعو ويصلي  ويصوم ، ويتفكر في آلاء ربه ، ولسانه شاكر ذاكر وسلام على من مثله ،،،




هذه الخاطره هي تجميع لبعض الافكار والمشاعر التي كانت تصاحبني طوال مشاهدتي لبرنامج رحلة السعادة والذي  كان يقدمه الدكتور عمرو خالد على قناة الرسالة وقناة المحور طوال شهر  رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم وعلى الامة الاسلامية بالخير ،، واحببت تلخيصها لكم بطريقتي هذه وادعو الله لي ولكم جميعا بالسعادة في الدنيا والآخرة ...اما عن التصميم فهو احد مشاركاتي في ورشة مشروع على خطى الحبيب  وان شاءالله اعرضلكم بعضا من بقيى الاعمال وكل عام وانتم بخير

4 التعليقات:

جميل ما كتبت أختي في الله ( آلاء فيصل ) وادعوا الله لك السعادة في الدنيا والاخرة

بارك الله فيك وكل عام وانت بخير

بسم الله وبعد
أشكرك على هذه الكلمات الرائعة بارك الله فيك وكل عام وأنت من الله أقرب
أخوك في الله \ أبو مجاهد الرنتيسي

اشكرك اختي الاء على هذه الخاطرة ...

اااااااامين
وانتِ بألف خير وصحة وسلامة ...

واتنمى لكم التوفيق في حياتكم العلمية والعملية ...

السلام عليكم ..

بعد اذنك يا استاذة الاء هستخدم التصميم اللى عاملاه فوق ده فى ايفينت تبع نشاط فرز الملابس بجمعية رسالة للاعمال الخيرية ..

محمد مجدي

إرسال تعليق

(مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

شاركنا المدونة

Facebook Favorites More