قد كنت قررت ان لا ادون مطلقا لعدة اسباب لا يتسنى لي ذكرها مطلقا ،، وقد يلاحظ الجميع غيابي عن عالم التدوين الكتابي لفترة طويلة ،،
ولكن الان ، تغير الحال بالنسبة لي ،، فعودتي للكتابة ليست من اجل هوايتي فقط بل اريد ايصال رسائل وصرخات موجعات ،، رأيتها ووثقتها وسمعتها ، تلك الرسائل هي لكل صاحب ضمير ، لكل صاحب همة على الامة ، لكل حزين ولكل كاره للحياة ....
ففي اليوم الاخير من رمضان 1433 هـ ذهبت ووالدي لأحد البلدات الصغيرة عندنا ، في زيارة لاحد الاسر التي وصلت اخبارها الينا ، مما ادمى القلب واخجل الناصيية ،،
حقيقة وبعد ان قضيت حوالي عام ونصف عام في احد مستشفيات التاهيل ورأيت من الحالات التي كنت اظن اني لن ارى في حياتي اصعب منها !
فوجئت ان الحياة تخفي الكثير من الاوجاع الحقيقية ، والفاجعات التي يبتلي الله بها قلب الصابرين ، ففي هذه الحالة اسرة مكونة من عدة افراد من رأيت منهم هو الام وطفلين فتاة وولد صغير في صحة جيدة ،، وثلاثة آخرين !!!
امتلكت من الشجاعة ما جعلني اخوض غمار الكثير من الحوادث التي قد يشق على فتاة في مثل عمري ان تجتازها ، ولكن لم اواجه للحظة اشق مما رأيت ،، ثلاثة اطفال لم اميز هل هم ذكور ام اناث الا من ثيابهم التي يرتدونها ..
وكان اشق مكان اسلط فيه عدستي على موضوع كانو هم لدرجة اني لم اتحمل ان التقط المزيد لهم ،، لم اعرف هل هو خوف ، ام حزن ، ام شفقة ، ام صدمة !!!
اختلطت مشاعري ،، وبمجرد اكمالي التوثيق لم اتحمل البقاء ثانية واحدة ،، قولو عنه جبن او ضعف فلن اخجل ، ولن تهمني اي ردود جارحة
هؤلاء الاطفال فتاة في عمر 15 و اخرى في 12 والطفل الاخير 7 سنوات ،، وجميعهم اصيبو بنقص اكسجين وضمور في الدماغ ادى بهم الى تغير في شكل الراس وفي الطباع الانسانية ،، وحتى انهم كل منهم مربوط في احد ابواب البيت ،، حتى لا يهربو او تغافل والدتهم العظيمة بذهابهم خارج البيت ،،
للان اود الصراخ ،، فالصراخ يملاء ذاتي فيما رأيت .. كم من مرة بكيت وتالمت على نفسي ولكن الان صراخي على نفسي توبيخا لتقصيري في مثل هؤلاء ...
صدقا لم استوعب للان ان من شاهدتهم كانو مثلي ومثلك من البشر ،،،
ولكن احترمت تلك الام الصابرة على ما هي عليه من عذاب طوال هذه السنين ،
فمن اين تجدها؟؟
هل من موتها الف مرة حينما ترى فلذات اكبادها على هذا الحال ؟؟
ام على الفقر المقذع الذي تعانيه ؟؟
ام على ابنائها الاصحاء الذين لم تستطع ان توليهم اهتمامهم الحق بسبب اشقائهم المرضى ؟؟
ام ام ام ام ،،
مثل هؤلاء في المجتمع كثيرون ،، ولدي احصائيات اولية في تلك المنطقة فقط عن عدد غير معقول !
يا ترى من منا سيكون صاحب الهمة في مد يد العون لهم ولامثالهم في كل مكان !!
ترددت جدا في نشر صورهم ،، ولكن الواجب يفرض علي ذلك ،،
انظرو الى البراءة والجمال في وجوههم ،، اتمنى من الله ان نستطييع تقديم يد العون لهم ولامثالهم :((